اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 24
ـ سألت أبا بكر بعد
وفاة رسول الله ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم : أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول
الله ممّا أفاء الله عليه. فقال لها أبوبكر : إنّ رسول الله قال : لا نورّث ما
تركناه صدقة.
« وأمّا توقّف علي ـ رضي الله عنه ـ في
بيعة أبي بكر رضي الله عنه فيحمل على أنه لما أصابه من الكآبة من الحزن بفقد رسول
الله ، صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يتفرّغ للنظر والاجتهاد ، فلمّا نظر وظهر
له الحق دخل فيما دخل فيه الجماعة ».
ولا أظنّ التفتازاني نفسه يرتضي هذا
الحمل ، ولكنه من « ضيق الخناق »!
إنّه يقول هذا بالنسبة إلى « علي ».
أمّا بالنسبة إلى غيره فيقول :
إنّهم اشتغلوا بأمر الإمامة عن دفن
الرّسول »!!
ولا يعرّض التفتازاني ـ ولا غيره ـ إلى
الجواب عن إباء الزهراء الصدّيقة وامتناعها من البيعة لأبي بكر ، حتى أنّها توفّيت
ولم تبايعه ، ولم يحملها بعلها على البيعة ، وهما يعلمان بأنّ « من مان ولم يعرف
إمام زمانه مات ميتة جاهليّة »!
والزهراء ـ كما يعلم الجميع ـ بضعة
الرّسول وروحه التي بين جنبيه ، من أغضبها فقد أغضبه ، كما في الأحاديث المتفق
عليها ، والتي لأجلها قال غير واحدٍ من أعلام السنّة بكونها أفضل من الشيخين [٢].
ومن هنا يظهر الجواب عمّا جاء في كلام
العضد وشارحه والتفتازاني وغيرهم
[١] صحيح البخاري.
كتاب الخمس ، وفي باب غزوة خيبر. أخرجه هو ومسلم في باب قوله « ص » : لا نورّث.