اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 219
وإذا كان من جملة المنازل الثابتة
لهارون بخلافته : فرض طاعته ونفوذ أمره في الأمّة ، فعلي عليهالسلام المنزّل منزلة هارون كذلك ، ولو صرّح
النبي بهذا المعنى وقال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى في فرض الطّاعة ونفوذ
الأمر وإن لم تكن شريكي في النبّوة ، لكان كلاماً مستقيماً لا تنافي فيه أصلاً.
ويؤكّد ذلك أمره صلىاللهعليهوآلهوسلم في غير واحد من الأخبار المعتبرة
بإطاعة علي إطاعةً مطلقة ، وأنّ من أطاع علياً فقد أطاعه ومن أطاعه فقد أطاع الله
، منها : ما أخرجه الحاكم بسنده عن أبي ذر رحمهالله
قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني
ومن عصى علياً فقد عصاني. هذا الحديث صحيح الإسناد » [١].
هذا ، ولولا دلالة هذا الحديث على حصول
تلك المنازل لعلي عليهالسلام
لم يقل عمر بن الخطّاب ـ فيما رواه جماعة منهم الحاكم وابن النجّار كما في ( كنز
العمال ) ـ « كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ، فإنّي سمعت رسول الله يقول في علي
ثلاث خصالٍ لئن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس : كنت أنا
وأبوبكر وأبو عبيدة بن الجرّاح ونفر من أصحاب رسول الله والنّبي متكئ على علي بن
أبي طالب ، حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال : وأنت يا علي أوّل المؤمنين إيماناً
وأوّلهم إسلاماً ثم قال : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. وكذب عليّ من زعم أنّه
يحبّني ويبغضك ».
ولم يقل مثله سعد بن أبي وقاص كما رواه
ابن ماجة في ( سننه ) وغيره.
ولم يحتج به كبار الصحابة في مواطن
مختلفة ، وأمير المؤمنين نفسه في احتجاجه على أهل الشورى.