اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 153
استخلفه النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو لا يفعل إلاّ بأمر من الله ، فمن
ناله هذا العهد كان له الرئاسة العامة في أمور الناس الدّينيّة والدنيويّة نيابة
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومن هنا يظهر أنّه لا بدّ من النصّ على
الإمام ، فمن كان إماماً بالبيعة أو الشورى أو القهر والغلبة ... فتلك السّلطنة لا
الولاية الإلهيّة ...
وقد التفت السّعد إلى هذا فأجاب بأنّ
الاستخلاف ( أعم من
أن يكون بوسط أو بدونه ).
فإنْ أراد مطلق الاستخلاف فهو صحيح لكنّ
الكلام ليس فيه ، وإنْ أراد خصوص استخلاف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ كم هو الظّاهر ـ توقّف الأمر على معرفة ( الوسط ) وثبوت الاذن منه صلىاللهعليهوآلهوسلم في توسّطه ، فلا يجوز وصف ( إمامة
البيعة ) بـ ( الخلافة عن النبي ) ما لم يقم الدليل المعتبر عنه في ذلك ، بحيث
يكون الامام بالبيعة كالإمام المنصوص عليه من قبله مباشرة. وعلى فرض ثبوت ذلك
بالنسبة إلى خصوص ( البيعة ) فهل أنّ ( القهر والغلبة ) أيضاَ ( وسط ) يتحقّق به
استخلاف النبي؟ وهل يجوز تسمية من استولى بالقهر والغلبة بـ ( خليفة رسول الله ) و
( أمير المؤمنين ) كما عليه القوم؟
الإمامة من الأصول
قال (٢٣٢)
:
(
لا نزاع في أنّ مباحث الإمامة بعلم الفروع أليق ... ).
أقول :
لا نزاع ـ كما عرفت ـ في أنّ الإمامة
خلافة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وهي لا تكون إلاّ لمن استخلفه ، فهي من توابع ( النبوّة ) وفروعها ، فهي
اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 153