اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 27
بعض مطالب أُخر ، فمنها
: انّ النهي في الخبرين الاَولين مطلق يشمل المؤلفين والمدونين حتّى في القرن
الثالث من الهجرة ، فهل عصوا حكم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
أمر لا بدّ فيه من التأمّل.
ومنها : انّ احراق أبي بكر الاَحاديث
انّما هو لاَجل اشتباه الرواة أو كذبهم في النقل ، فيعلم انّه كان قليل الرواية عن
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أو عديمها ،
وإلاّ لم يكن وجه لاحراق ما سمعه عن النبي الاَكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومنها : انّ الناس قد علموا بأهميّة
كتابة الحديث ، فأشاروا بصحّتها أو لزومها على عمر ، لكن عمر ردّ مشورتهم ولم
ينصرف عنها وحدها ، بل أمر أهل الاَمصار بمحو الاَحاديث التي كتبوها ، وهذا لا
لاَجل نهي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وإلاّ لم يكن للاستخارة في شهر واحد وجه ، بل مخافة شوب كتاب الله بغيره ، لكن
عمر كان يعلم بانّ الاَحاديث لا تشوب بالقرآن ، وانّه كلام الخالق ، وبينهما بون
بعيد وتفاوت شديد ، وهذا نهج البلاغة لعلي ، وهذه الكتب المدّونة في القرن الثالث
من الصحاح والمسانيد والسنن قد شاعت وكثرت ولم يشتبه على أحد بالقرآن وآياته ، فالظاهر
انّ لاجتهاده في عدم كتابة الحديث ولزوم محو ما كتب إلى انذاك في المدينة
والاَمصار دليلاً آخر لم ير ذاك الوقت مصلحة في افشائه ، فأبدى وجهاً آخر لاقناع
الناس المستشارين ، وهم الصحابة الاجلاّء بالطبع.
وقد اشرنا إلى منعه عن كتابة حديث واحد
أراده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لاَجل عدم
ضلالة أُمّته بعده ، فهل يحتمل انّه أيضاً لئلا يشوب به القرآن؟
ومنها : انّ القاسم بن محمّد يخبر أنّ
الاَحاديث كثرت على عهد عمر ولاَجله أمر بأحراقها ، فليعتبر المنصف بكثرة
الاَحاديث في زمن خليفة مهيب متشدّد مثل عمر وخوفه منها حتّى أمر باحراقها ، ثم
بكثرة الاَحاديث
اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 27