اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 26
لبلغتها. بهذا هلك
أهل الكتاب قبلكم حين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون.
٨ ـ وعن تقييد العلم للخطيب البغدادي[١]عن أبي نضرة قال : قلت لاَبي سعيد
الخدري : ألا بكتب ما نسمع منك؟
قال : أتريدون أن تجعلوها مصاحف؟ انّ
نبيكم كان يحدّثنا فنحفظ.
٩ ـ وعن ابن عباس : كنّا نكتب العلم ولا
نكتبه.
أي لا نكتبه لغيرنا أو لا نسمح أن يكتب
عنا أحد.
١٠ ـ وعن أبي سعيد الخدري[٢]وكنّا لا نكتب إلاّ القرآن والتشهّد.
أقول : ومع هذا التأكيد على التشهد ـ
حتّى نقل عن عبدالله بن مسعود أنّه قال : علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم التشهد وكفّي بكفّه كما يعلّمني السورة
من القرآن ـ فقد نقلت تسع صيغ للتشهّد ، فما بال غيره من أجزاء الصلاة وغيرها من
الاَعمال غير المعمولة في كلّ يوم مرات[٣].
أقول : والمتتبّع يمكنه أن يجد شواهد
غير ما ذكرنا على عدم كتابة الحديث والنهي عنها ومحو ما كتب من الحديث واحراقه ، ومع
ذلك فانّ أصل المقصد وهو عدم تقييد الاَحاديث بالكتابة في القرن الاَول الهجري
ومدّة بعده أمر مسلَّم لا يقبل الارتياب ، وهو من الواضحات التي لا تحتاج إلى دليل
وشاهد.
ثم انّه ينبغي لنا أن نرجع النظر إلى
تلك الشواهد ثانياً ونأخذ منها