اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 28
في زمن عثمان حتّى
منع ذكر الاَحاديث التي لم تسمع في زمن الشيخين كما مر.
قال أبو سلمة لاَبي هريرة ـ وهو أحد
المكثرين المشهورين في صدر الاسلام ـ أكنت تحدّث في زمن عمر هذا؟
قال : لو كنت أُحدّث في زمان عمر مثل ما
أُحدّثكم لضربني بمخفقته.
ولو قام عمر من قبره ورأى رواج سوق
الجعل والتزوير في الحديث والافتراء على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ورأى أسوأ واشنع من هذا تعصّب عوّام الناس ، وغفلة مدّعي العلم عن تلك المجعولات
والمجهولات ، لمات غضباً وغيظاً. ولقد حقّت عليهم كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في
النار؟!
ومنها : انّ ما علّل به المنع عبدالله
بن مسعود غير مفهوم ولا معقول ، فانّ سبب هلاك أهل الكتاب انّما هو ترك العمل
بكتاب ربّهم وسنّة نبيهم ظلماً وعتواً ، وهذا قطعي ، وليس سبب هلاكهم تدوين أحاديث
نبيّهم والعمل بها وحدها ، مع انّه لا ملازمة بين كتابة الروايات وترك العمل بكتاب
الله ، كما هو المشهود من القرن الثالث إلى يومنا هذا.
بحث
توضيحي
لا ريب في انّ السنة القولية لم تتقيّد
بالكتابة في القرن الاَول ، ولا خلاف فيه ، وانّما الكلام في انّه هل باجتهاد من
الخلفاء أو بنهي سابق من النبي الاَكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
وعلى الاَول ، الداعي لهم إمّا أمر
سياسي ، وإمّا شيء أعمق منه ، إذ لا يحتمل كونه خوفاً من الكذب أو شغل الناس عن
كتاب الله أو شوب الكتاب بغيره ، إذ بامكانهم تشكيل لجنة من أُمناء الصحابة
وعلمائهم لجمع
اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 28