أقول : لا أدري كيفية ارادة عمر
واستخارته كما لا أدري ـ ولا يُدرى ـ من هم أُولئك القوم الذين قبلنا أكبّوا على
أحاديث نبيّهم وتركوا كتاب ربّهم ، لكن كان عمر يرى بطلان كتابة الحديث حتّى في
زمان النبي الاَكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، حتّى في الحديث الذي يحفظ الاَُمّة من الضلالة بعد نبيها ، وكان النبي أراد أن
يكتبها بيده أو كان يأمر أحد صحابته بكتابته كما قصَّ ذلك لنا ابن عباس ، وأخرجه
البخاري في مواضع من كتابه ، وقال عمر في وجه منعه واجتهاده : انّه قد غلبه الوجع
أو انّه يهجر!!! وحسبنا كتاب الله.
٦ ـ وعنهما ، عن ابن سعد ، عن عبدالله
بن العلاء قال : سألت القاسم ابن محمّد أن يملي عليَّ أحاديث ، فقال : انّ
الاَحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب ، فأنشد الناس أن يأتوه بها ، فلمّا أتوه
بها أمر بتحريقها ، ثم قال : مثناة كمثناة أهل الكتاب.
وقد قرئت المثناة بالثاء المثلثة ، وبالشين
المعجمة ، وبالسين المهملة ، وادّعى بعضهم أنَّ المراد بها : مجموعة الروايات
الاسرائيلية ، وهو نوع توجيه.
٧ ـ وعن الاَسود بن هلال قال : أتى
عبدالله بن مسعود بصحيفة فيها حديث ، فدعا بماء فمحاها ثم غسلها ، ثم أمر بها
فأُحرقت ، ثم قال : اذكر الله رجلاً يعلمها عند أحد إلاّ أعلمني به ، والله لو
أعلم أنّها بدير هند
[١] أقول : وعن
الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ١٨٨ : خطب ( عمر ) الناس يوماً قائلاً : أيّها الناس
انّه قد بلغني انّه قد ظهرت في ايديكم كتب فأحبّها إلى الله أعدلها وأقومها ، فلا
يبقينَّ أحد عنده كتاباً إلاّ أتاني به فأرى رأيي ، فظنّوا انّه يريد النظر فيها
ليقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فاتوه بكتبهم فأحرقها بالنار!!!
اسم الکتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة المؤلف : عبد الصمد شاكر الجزء : 1 صفحة : 25