اسم الکتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : الحلي، الشيخ عزّ الدين الجزء : 1 صفحة : 508
عذباً وبحراً
اُجاجاً ، فخلق تربة آدم عليهالسلام
من البحر العذب وسنّ [١]
عليها من البحر الاُجاج ، ثمّ جبل [٢]
آدم فعركه عرك الأديم ، فتركه ما شاء الله.
فلمّا أراد أن ينفخ فيه الروح أقامه
شبحاً ، فقبض قبضة من كتفه الأيمن فخرجوا كالذرّ ، فقال : هؤلاء إلى الجنّة ، وقبض
قبضة من كتفه الأيسر وقال : هؤلاء إلى النار.
فأنطق الله عزّ وجلّ أصحاب اليمين
وأصحاب اليسار ، فقال أصحاب اليسار : لم خلقت لنا النار ، ( ولم يثبت لنا ذنب ) [٣] ، ولم تبعث إلينا رسولاً؟! فقال الله
عزّ وجلّ لهم : ذلك لعلمي بما أنتم صائرون إليه ، وإنّي سأبليكم ، فأمر عزّ وجلّ
النار فاستعرت.
ثمّ قال لهم ، تقحّموا [٤] جميعاً في النار ، فإنّي أجعلها عليكم
برداً وسلاماً ، فقالوا : يا ربّ إنّما سألناك لأيّ شيء جعلتها [٥] لنا؟ هرباً منها ، ولو أمرت أصحاب
اليمين ما دخلوها ، فأمر الله عزّ وجلّ النار فاستعرت ، ثمّ قال لأصحاب اليمين :
تقّحموا جميعاً في النار ، فتقحّموا جميعاً فكانت عليهم برداً وسلاماً ، فقال لهم
جميعاً : ألست بربّكم؟ قال أصحاب اليمين : بلى طوعاً ، وقال أصحاب الشمال : بلى
كرهاً ، فأخذ منهم جميعاً ميثاقهم وأشهدهم على أنفسهم.
[١] في العلل : شنّ
: وهو بمعنى فرّق. الصحاح ٥ : ٢١٤٥ ـ شنن.
وسنّ بمعنى صبّ وأرسل الصحاح
٥ : ٢١٤١ ـ سنن.
والمعنى الثاني أقرب لسياق
الحديث.
[٢] جبل : وجَبَله
الله أي خَلَقه. الصحاح ٤ : ١٦٥٠ ـ جبل.