اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 92
وقال أميرالمؤمنين عليهالسلام في نهج البلاغة : « العالم العامل
بغيرعلمه ، كالجاهل الحائر الذي لايستفيق من جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة
له ألزم ، وهو عند اللّه ألوم » [١].
وقال عليهالسلام
: « من نصب نفسه للناس إماما ، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن
تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، فإن معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم
الناس ومؤدبهم » [٢].
وروى جابر الأنصاري قال : قال رسول
اللّه صلىاللهعليهوآله : « لساعة من
عالم يتكىء على فراشه ينظرفي علمه ، خيرمن عبادة العابد سبعين عاما ».
وروى أنس بن مالك في فضل قراءة (شهداللّه
أنه لا إله إلاهو)[٣] بما تضمنت من
فضيلة العلم والعلماء.
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « تعلموا العلم ، فإن تعليمه لله حسنة
، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لايعلمه صدقة ، وتذكره لأهله
قربة لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبيل الجنة ، والأنيس في الوحشة ، والصاحب
في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على
الأعداء ، والقربة عند الغرباء ، فيرفع اللّه به أقواماً ، فيجعلهم يقتدى بهم ، ويقتص
بآثارهم ، وينتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتهم
تستغفرلهم ، كل رطب ويابس يستغفرلهم ، حتى حيتان البحار وهو امّها ، وسباع الأرض
وأنعامها ، والسماء ونجومها.
ألا وان العلم حياة القلوب ، ونور
الأبصار ، وقوة الأبدان ، يبالغ بالعبد منازل الأحرار ، ومجالس الملوك ، والذكر فيه
يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، وبه يعرف الحلال والحرام ، وبه توصل الأرحام ، وهو
امام العمل ، يلهمه اللّه السعداء ، ويحرمه الأشقياء).
وهذا الحديث ـ أيضاً ـ فيه زيادة عن
الحديث الذي يروى عن مولانا أميرالمؤمنين عليهالسلام
، ولهذا كررناه.