اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 89
وان عزيز َالقوم لاعلمَ عندَهُ
ذليلٌ إذا انضمت عليه المحافل
وقال آخر :
لاتيأسَنَّ اذا ما كنتَ ذا أدب
على خمولك أَن ترقى إلى الفلك
بينا ترى الذهبَ الابريز مُطَّرحَاً
في الترب إذ صار إكليلاً على الملك
نعود إلى ذكر النثر من
القول ، في مدح العَلم وأهله ، وذم من لم يتعلم لله تعالى ، ولم يقم فيه بما يجب
عليه.
روى الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه ـ رحمه
اللّه تعالى ـ في كتاب الخصال في باب الثلاثة قال :
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « طلبة العلم على ثلاثة أصناف ، ألا فاعرفوهم
بصفاتهم وأعيانهم :
فصنف منهم يتعلمون للمراء والجهل ، وصنف
منهم يتعلمون للإستطالة والختل ، وصنف منهم يتعلمون للفقه والعقل ، فصاحب المراء
والجهل ، تراه مؤذياً ممارياً للرجال في أندية المقال ، قد تسربل بالخشوع وتخلى من
الورع ، فدق الله من هذا حيزومه ، وقطع منه خيشومه.
وصاحب الإستطالة والختل ، [ فإنه ] [١] يستطيل به على أمثاله من أشكاله ، ويتواضع
للأغنياء من دونهم ، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى اللّه من هذا بصره ،
وقطع من اثار العلماء أثره.
وأما صاحب الفقه والعقل ، فإنك تراه ذا
كآبة وحزن ، قد قام الليل في حندسه ، وانحنى في برنسه ، يعمل ويخشى ، خائفاً وجلاً
من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه ، فشدّ اللّه من هذا أركانه ، وأعطاه يوم
القيامة أمانه » [٢].
ومن كتاب الكراجكي : عن سليم بن قيس
الهلالي ، عن علي ، عن النبي ـ صلى الله عليهما وآلهما ـ قال : « العلماء رجلان : رجل
عالم أخذ بعلمه فهو ناج ، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك ، وان أشد أهل النار ندامة
وحسرة ، رجل دعا عبداً الى اللّه ـ سبحانه ـ فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع اللّه
فأدخله اللّه الجنة ، وأدخل الداعي النار ، بتركه علمه ، واتباع الهوى ، وطول
الأمل ، فإن اتباع الهوى يصد عن