اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 447
المؤمن ، لخضعت له
رقابهم ، وانقادت له طاعتهم ، ولو نظروا إلى ما يُرَدّ من الأعمال من السماء ، لقالوا
: ما يقبل من أحد عمل » [١].
وقال : « لا تبدي الشماتة بأخيك فيرحمه
[ الله عزّ وجلّ ] [٢]
ويبتليك » [٣].
يقول العبد الفقير إلى رحمة الله
ورضوانه ، أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي ، أعانه الله على طاعته
وتغمّده برحمته ورأفته : إنّني حيث ذكرت صفات المؤمنين ، وما يجب أن يكونوا عليه
من الخصال المحمودة ، وما يجانبوه من الخصال الذميمة ، وبالغت في ذلك على حدّ يخاف
أن يشق على من لم يعرف اُصول ذلك من كتاب الله تعالى وسنة نبيّه وأهل بيته عليه
وعليهم السلام ، أحببت أن أردف ذلك بذكر ما جاء من بشائر المؤمن ومسارّه ، عند
وفاته وبعد وفاته ، لقول النبي صلىاللهعليهوآله
: « ألا أخبركم بالفقيه كل الفقيه؟ »
قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : « من
لم يطمع الناس في جنب الله ، ولم يؤيسهم من رحمة الله تعالى ».
الحديث الأول : عن صفوان بروايته عن أبي
عبد الله عليهالسلام ، أن قوماً
من أصحابه قالوا له : إنما أحببناكم لقرابتكم من رسول الله ، ولما أوجب الله من
حبّكم ، ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم ، ولكن لوجه الله والدار الآخرة.
فقال : « صدقتم ، ثم قال : من أحبنا كان
معنا وجاء معنا يوم القيامة هكذا ـ ثم جمع بين السبابتين ـ ثم قال : والله لو أنّ
رجلاً صام النهار وقام الليل ، ثم لقي الله بغير ولايتنا ، لقيه وهو عليه ساخط ».
وقال عليهالسلام
: « إذا كان يوم القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ، ينادون بأعلى أصواتهم : الحمد
لله الذي أنجزنا وعده ، الحمد لله الذي أورثنا أرضه نتبوأ من الجنة حيث نشاء.
قال فيقول الخلائق : هذه زمرة الانبياء
، فإذا النداء من عند الله عزّ وجلّ : هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وهم صفوتي من عبادي وخيرتي.
[١] المؤمن : ٧٢ / ١٩٨ ، باختلاف يسير وفيه : عن أبي عبد الله عليهالسلام.