اسم الکتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 443
عبد الله في حاجتك؟
»
فقال : أتيته ، فقال : « إني معتكف » فقال
: « أما إنّه لوسعى في حاجتك لكانت خيراً من اعتكاف ثلاثين سنة » [١].
عن إبراهيم التيمي قال : كنت أطوف
بالبيت الحرام ، فاعتمد عليَّ أبو عبد الله عليهالسلام
فقال : ألا أخبرك ـ يا إبراهيم ـ بمالك في طوافك هذا؟ »
قال ، قلت : بلى ، جعلت فداك.
فقال [٢] : « من جاء إلى هذا البيت عارفاً بحقّه
، وطاف به أسبوعاً ، وصلّى ركعتين في مقام إبراهيم ، كتب الله له عشرة الاف حسنة ،
ومحا عنه عشرة آلاف سيئة ، ورفع له عشرة الاف درجة ».
ثم قال عليهالسلام
: « ألا أخبرك بخير من ذلك؟ »
قال ، قلت : بلى ، جعلت فداك.
فقال : « من قضى أخاه المؤمن حاجة ، كان
كمن طاف طوافاً وطوافاً وطوافاً ـ حتى عدّ عشرة ـ وقال : أيّما مؤمن سأله أخوه
المؤمن حاجة ، وهو يقدر على قضائها ولم يقضها له ، سلّط الله عليه شجاعاً في قبره
ينهش أصابعه » [٣].
وقال عليهالسلام
: « إنّ مؤمناً كان في مملكة جبار يؤذيه ، فهرب منه ونزل برجل من أهل الشرك فأضافه
وألطفه وأجاره ، فلمّا حضره الموت أوحى الله تعالى إليه :
[١] ورد نحوه باختصار في المؤمن : ٥٣ ، ورواه ابن فهد الحلي في عدة الداعي : ١٧٩ ، وعلّق
الشيخالمجلسي « قدَه » في بحار الانوار ٧٤ : ٣٣٥ ، ببيان مفصل على الحديث ، منه
قوله :
فإن قيل : كيف لم يختر الحسين
عليهالسلام إعانته مع كونها
أفضل؟ قلت : يمكن أن يجاب عن ذلك بوجوه :
الأول : أنه يمكن أن يكون له عليه
السلام عذر آخر لم يظهره للسائل ، ولذا لم يذهب معه ، فأفاد الحسن عليه السلام ذلك
لئلاّ يتوهم السائل أن الاعتكاف في نفسه عذر في ترك هذا ، فالمعنى لو أعانك مع عدم
عذر آخركان خيراً.
الثاني : أنه لا استبعاد في
نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال إمامته ، أواختبار الامام ما هو أقل
ثواباً لا سيما قبل الإمامة.
الثالث : ما قيل إنه لم يفعل
ذلك لايثار أخيه على نفسه صلوات الله عليهما في إدراك ذلك الفضل.