فتزوجها ، ثم خرج ، فقال له : إنّه قد
كان شي ء ، وانا استحيي أن أذكره لك.
قال : وما ذاك؟
فأخبره الخبر ..
فقال سلمان : أنا أحقّ أن استحيي منك ،
أن أخطبها ، وقد قضاها الله لك [١].
فبنو ليث إذن .. يرفضون تزويج سلمان ،
ويفضلون أبا الدرداء عليه. ويبد أن منشأ رفضهم ، هو نفس المنشأ الذي تسبب بالمشقة
والهمّ لعمر ، حينما خطب إليه سلمان ابنته ، وهو نفس الذي حمل عمرو بن العاص ،
وجماعة ، على التدخل لاقناع سلمان بالعدول عن خطبتها ، حسبما تقدم ..
وفِعل سلمان هذا ، لا يدع مجالاً للشك
في أنه ، كان يرى : أن من حقه ، ومن حق غيره : أن يتزوج بغير العربية ، وبالعربية
، وحتى بالقرشية ، بل وحتى بانبة خليفة المسلمين بالذات ، ثم هو يعتبر : أن رفض
الخليفة لهذا الاُمر ناشيء عن حمية الجاهلية ، التي رفضها القرآن ، وأدانها ،
وانّب عليها ..
لا نؤمكم .. ولا
ننكح نساءكم :
وعليه .. فما ينسب إلى سلمان ، من أنه
طلب إليه : أن يصلي اماماً بجماعة من الصحابة ، كانوا وايّاه في سفر ، فقال :
« لا نؤمكم ، ولا ننكح نساءكم ، إن الله هدانا
بكم ».
ثم تذكر الرواية : كيف أن الذي صلى بهم
، قد أتمّ الصلاة ، مع أن
[١] صفة الصفوة ج ١ ص
٥٣٧ وحلية الاولياء ج ١ ص ٢٠٠ ومجمع الزوائد ج ٤ ص ٢٧٥ عن الطبراني ، ورجاله ثقات.
وحياة الصحابة ج ٢ ص ٧٥٤ ، ونفس الرحمان ص ١٤١ عن ربيع الاُبرار.