اللازم هو القصر ،
لاُنهم مسافرون ، فاعترض سلمان عليه لذلك [١].
وكذا ما ينسب إليه من أنه قال لاهل
المدائن : إنا امرنا أن لا نؤمكم ، تقدم يازيد (أي ابن صوحان) فكان هو يؤمنا ،
ويخطبنا [٢].
وكذا ما رووه عنه ، من أنه قال : « نفضلكم
بفضل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، يعني : العرب ، لا ننكح نساءكم [٣]
».
وكذا ما ينسب إليه ، من أنه قال : « نهانا
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ أن ننكح
نساء العرب .. [٤]
».
وعنه : « فضلتمونا يا معاشر العرب
باثنتين : لا نؤمكم في الصلاة ، ولا ننكح نساءكم [٥]
».
نعم .. إن كل هذا الذي ينسب إلى سلمان
أنه قاله ، لا يصلح قطعاً ـ إذا كان بهذه الصورة ـ ؛ إذ أنه هو نفسه قد خطب إلى
العرب أكثر من مرة ، حتى لقد خطب إلى خليفتهم بالذات ، وقد ردّوه ، ورفضوا تزويجه
، واعتبر هو ردّهم له من حمية الجاهلية ، حسبما اسلفنا.
وهو بذلك يكون قد ساهم في فضح ، وادانة
سياسات التمييز العنصري ، التي كان الحكام ، ومن يدور في فلكهم يمارسونها ، سراً ،
وعلناً ، حسبما تقتضيه ظروفهم.
وإذا كان لهذا الاُمر الذي اشير إليه
بقوله : « اُمِرنا » .. الخ .. أساس من
[١] المصنف للصنعاني
ج ٦ ص ١٥٤ وج ٢ ص ٥٢٠ والسنن الكبرى ج ٧ ص ١٣٤ وج ٢ ص ١٤٤ وحلية الاُولياء ج ١ ص ١٨٩
وطبقات ابن سعد ط صادر ج ٤ ص ٩٠ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ٢٠٨ ومجمع الزوائد ج ٤ ص
٢٧٥ وحياة الصحابة ج ٣ ص ١٤٨.