ويكون هذا السيف ، هو الاداة لنصرة
الانسان المؤمن ، واعطائه هويته الانسانية ، والذي هو في الحقيقة نصر لله سبحانه ،
ولرسله بالغيب ؛ لان في ذلك نصراً لمبادىء الله سبحانه ، ولاهدافه ، وسننه في
الكون ، وفي الحياة. وفيه أيضاً نصر لرسله ، في تحقيق الاهداف ، التي عملوا ،
وجاهدوا ، وضحوا من اجلها ، بكل غال ونفيس.
فهل يمكن أن نستوحي من ذلك كله : خصوصية
للسيف والمصحف في بيت علي عليهالسلام
، وعند سلمان رحمهالله؟!
ففي المصحف الآيات البينات ، التي تحكي
لنا ما جرى للماضين ، مما فيه عبرة وذكرى. وفيه الكثير من العظات ، والامثال ،
والبشائر. وهو الذي يربي ، ويزكي ، وهو الذي يعلّم ، ويفهِّم. وهو الذي يثير دفائن
العقول ، ويعلم الناس الحكمة .. وهو نفسه معجزة خالدة ، وآية بينة ، وتحدٍّ خالد ..
والسيف .. هو الحديد الذي فيه بأس شديد
، باستطاعته أن يحمي منجزات القرآن ، في صنع إنسانية الانسان ، وهو الذي يدافع عن
حرية هذا الانسان ، وعن كرامته ، التي أكرمه الله تعالى بها.
وهكذا .. فاننا نستوحي من علي عليهالسلام ، ومن سلمان : المغزى العميق للآيات
القرآنية الشريفة ، دون أن ينبسا ببنت شفة ..
ويكون سلمان المحمدي غصناً من تلك
الدوحة ـ دوحة الاسلام الباسقة ـ ويكون محمداً حقاً ، ومن أهل البيت صلوات الله
وسلامه عليه وعليهم ..
سلمان يفسر لنا
المراد من : الصحابي :
عن أبي البختري ، قال : جاء الاشعث بن
قيس ، وجرير بن عبدالله البجلي إلى سلمان (رض) ؛ فدخلا عليه ، في خصّ ، في ناحية
المدائن ؛ فأتياه ؛ فسلّما عليه ، وحيّياه ، ثم قالا : أنت سلمان الفارسي؟!