كما أن عبادة الله سبحانه ، لا تتلاءم
مع سائر الرذائل الاخلاقية ، كالكذب ، والعلو ، والظلم ، والختر ، والمكر السيء ،
وغير ذلك ..
فالذي لا يتخلص من رذائل الاخلاق ، وإن
كان قد يستيقن بالحق؛ نتيجة لما يتلى عليه من الآيات ، ويراه من البينات الظاهرة ،
والقاهرة ، ولكنه يكون من الجاحدين ، الذين قال الله عنهم : « وجحدوا
بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً » [١].
ومما يشير إلى دور الاخلاق في قبول الحق
، والاذعان ، والتسليم له ، قوله تعالى :
« ودّ كثير من أهل
الكتاب لو يردّونكم من بعد ايمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم
الحق .. » [٢].
فقد قررت الآية دور الحسد في الصد عن
قبول الحق الظاهر والبيّن لهم.
ثم تأتي المرحلة
الثالثة :
وهي تعليم الكتاب ، ونشر معارفه ؛ عملاً
بقوله تعالى : « يعلمهم
الكتاب » ؛ وذلك من أجل أن يعطيه الرؤية
الصحيحة ، والوعي الكافي لمعالجة مشكلات الحياة ، والقضايا التي تواجهه ، ويمنحه
القدرة على تقييمها ، بصورة صحيحة وسليمة ، لكي ينطلق في مجال العمل عن وعي ، وعن
معرفة تامة بما يريده الله سبحانه منه ؛ فيعمل بما يأمره به ، ويجتنب عما ينهاه
الله عنه.
المرحلة الرابعة :
ثم تأتي مرحلة ، إثارة دفائن العقول ،
والابتعاد عن الجمود ، واعطاء العقل دوره وأصالته ، بتعليم من الله سبحانه ، وفق
الضوابط والقواعد الصحيحة ،