responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 55

سورة الحديد ، والحجج والبراهين الدامغة ، والقاهرة ، التي تثبت صحة ما يقولون ، سواء أكان ذلك من قبيل المعجزات ، وخوارق العادات أو من قبيل توجيه الناس نحو التفكر في عجائب الكون ، غرائب الخلقة ، أو من قبيل التذكير بأيام الله ، وبما جرى على الماضين ، أو بالبشارات التي تتحقق ، أو بغير ذلك من الحجج القاطعة ، والبراهين الساطعة ..

وهذه البينات تكون بمثابة صدمة قوية ، لابد وأن يذعن العقل معها للحق ، وينصاع له .. ولعل قسماً من هذه البينات تبينه الآيات التي يتلوها عليهم ، كما أشارت إليه آيات سورة الجمعة ـ والبقرة ، وآل عمران ، الآنفة الذكر ـ حيث قرن تعليم الكتاب بتلاوة الآيات الالهية عليهم ..

المرحلة الثانية :

وبعد .. أن يذعن العقل للحق ، ويأتي دور التزكية ، وبث الفضائل والمزايا الخيّرة ، والنبيلة في نفس الانسان ، ثم تصفيتها من الرواسب والشوائب ، وإقناع الانسان بأن عليه أن لا يستكبر ، ولا يعلو ، وأن لا يكون حقوداً ، ولا حريصاً ، ولا جباناً .. إلخ .. « ويزكيهم ».

فيبذر في نفسه بذور الخير ، والبركة ، والصلاح ، الامر الذي يهيؤه لمزيدٍ من الفهم ، ولمزيد من التعقيل والوعي لاحكام الدين وتشريعاته ويجعله على استعداد لان يبذل جهده في سبيل تطبيق هذه الاحكام على نفسه ويعمل ، ويجدّ ، ويتحمل المشاق لتطبيقها ، على مجتمعه ؛ فان الاخلاق هي أساس الدين ، ولابد للدين منها؛ وذلك لاُن عبادة الله سبحانه ، لا تتلاءم مع الاستكبار : « إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته » [١].

ولولا استكبار فرعون لكان آمن ، وقبل الحق .. وكذلك إبليس.


[١] الاعراف ٢٠٦.

اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست