إنّ لنا هنا ملاحظات .. سواء بالنسبة
لما ذكره الخطيب ، أو بالنسبة لما ذكره العلامة الأحمدي ..
فأما بالنسبة إلى ما ذكره الخطيب فنشير
إلى ما يلي :
أولاً
: قوله : إن مشاهد سلمان الخندق ، وذلك ينافي ما ورد في الكتاب من أنه قد كوتب في
السنة الاولى للهجرة ..
هذا القول .. لا يصح ؛ وذلك لما يلي :
١ ـ إن من الممكن أن يتحرر في أول سني
الهجرة ، ثم لا يشهد أياً من المشاهد ، لعذرٍ مّا ، قد يصل إلينا ، وقد لا يصل ..
٢ ـ إن مكاتبته في السنة الاولى لا
تستلزم حصوله على نعمة الحرية فيها مباشرةً ، إذ قد يتأخر في تأدية مال الكتابة ،
فتتاخر حريته .. وإن كنا قد ذكرنا آنفاً : أن سلمان لم يكن كذلك ، بدليل نفس ما
ورد في ذلك الكتاب الآنف الذكر ، وأدلة اُخرى .. ولكننا نريد أن نقول للخطيب : إن
ما ذكرته ليس ظاهر اللزوم في نفسه ، ولا يصح النقض به ، مجرداً عن أي مثبتات اُخرى
، كما يريد هو أن يدعيه ..
٣ ـ إن البعض قد ذكر : أن سلمان قد شهد
بدراً واُحداً أيضاً [١].
ويظهر من سليم بن قيس عدّ سلمان في
جماعة أهل بدر [٢].
[١] الاستيعاب ج ٢ ص
٥٨ بهامش الاصابة. وراجع : الاصابة ج ٢ ص ٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ٣٥
والبحار ج ٢٢ ص ٣٩٠ وتهذيب التهذيب ج ٤ ص ١٣٩ والدرجات الرفيعة ص ٢٠٦ ونفس الرحمان
ص ٢٠.
[٢] راجع سليم بن
قيس ص ٥٢ ، ونفس الرحمان ص ٢٠ عنه.