ولعل هذا يفسر لنا سبب فرض عمر له ،
خمسة آلاف ، الذي هو عطاء أهل بدر [١].
وقد حاول البعض : أن يقول : إن مراد
القائلين بحضوره بدراً : أنه حضرها وهو عبد ، ومراد القائلين بأنه قد شهد الخندق
فما بعدها : ولم يحضر بدراً أنه لم يحضرها وهو حر [٢].
ونقول : إن هذا جمع تبرعي ، لا يرضى به
لا أولئك ، ولا هؤلاء ، لان مدار النفي والاثبات هو أصل الحضور والشهود ، من دون
نظر إلى الحرية ، والعبودية ، ولذا تجد في بعض العبارات المنقولة التعبير بأنه :
لم يفته مشهد بعد الخندق ، فانه يكاد يكون صريحاً في فوات بعض المشاهد ، قبل ذلك ..
وثانيا : قول الخطيب: ان التاريخ الهجري
لم يكن في عهد الرسول ، وأن عمر بن الخطاب هو أول من أرّخ به.
لا يمكن قبوله ، فقد أثبتنا في كتابنا :
الصحيح من سيرة النبيّ (ص) : أن النبيّ هو واضع التاريخ الهجري ، وقد أرّخ به هو
نفسه (ص) أكثر من مرة ، وهذا الكتاب يصلح دليلاً على ذلك أيضاً.
وأما بالنسبة لكلام العلامة البحاثة
الاُحمدي ، فنحن نشير إلى ما يلي:
أ : قوله : إن الحطيب ، وابن عساكر ،
ونفس الرحمان لم يذكروا الشهود ، ليس في محله ، كما يعلم بالمراجعة.
ب
: إن ما ذكره حول توصيف أبي بكر بالصديق .. صحيح ، وقد تحدثنا في كتابنا : الصحيح
من سيرة النبيّ الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
ج ٢ ص ٢٦٣ ـ ٢٦٨ : أن تلقيبه بهذا اللقب ، لا يصلح لا في الاسراء والمعراج ، ولا
في
[١] شرح النهج
للمعتزلي ج ١٢ ص ٢١٥ وراجع ج ١٨ ص ٣٥ وذكر أخبار أصبهان ج ١ ص ٤٨ والاستيعاب بهامش
الاصابة ج ٢ ص ٥٨ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٤٢٤ وتاريخ الامم والملوك ج ٣ ص ٦١٤.
[٢] راجع : نفس
الرحمان ص ٢٠ وراجع: تاريخ الامم والملوك ج ٢ ص ٥٦٦.