فقدم له ـ رطباً على أنها هدية ، فلاحظ
: انه (ص) قد أكل منها هذه المرة ..
ثم التقى به (ص) في بقيع الغرقد ، وهو
في تشييع جنازة بعض أصحابه ، فسلم عليه ، ثم استدار خلفه ؛ فكشف صلّى الله عليه
وآله له عن ظهره ، فرأى خاتم النبوة ؛ فانكب عليه يقبله ويبكي ، ثم أسلم ، وأخبره
بقصته [١].
ثم كان تحريره من الرق ، حسبما سيأتي.
نحن .. وحديث
الاسلام هذا :
ويلاحظ هنا : أن سلمان لم يسلم بدافع
عاطفي أو مصلحي ، ولم يسلم أيضاً استجابة لضغوط عليه ، أو لجو معين .. وإنما دخل
في الاسلام عن قناعة فكرية خالصة ، وبعد أن هاجر في طلب الدين الحق ، ولاقى الكثير
من المصاعب والمتاعب ، حتى ابتلي بالرق والعبودية .. مع أنه كان من أول الاُمر
مظهراً للشرك مبطناً للايمان ، كما في بعض الروايات الآتية.
وذلك إن دلّ على شيء ، فانما يدل على أن
التدين أمر فطري؛ وأنه مما يدعو له العقل السليم ، فعن هذا الطريق توصل سلمان إلى
الايمان بالله ، وبأنبيائه ، وشرائعه.
متى تحرّر سلمان؟
ويقولون : إن تحرير سلمان من رق
العبودية بصورة كاملة ، قد كان في
[١] مصادر هذا الذي
ذكرناه كثيرة جداً ، وما سيأتي في هذا الفصل كله ، قد ذكر هذا الحديث ، فلا حاجة
إلى ذكرها ، ومع ذلك نقول : راجع : الاصابة ج ٢ ص ٦٢ وقاموس الرجال ج ٤ ،
والاستيعاب واسد الغابة ، والبحار ج ٢٢ ، ونفس الرحمان والمصنف لعبدالرزاق ج ٨ ص ٤١٨
وتاريخ الخميس والدرجات الرفيعة وروضة الواعظين ، ووو إلخ ..