في السنة الاولى من الهجرة وبالذات في
جمادى الاولى منها ، ـ كما قيل [١]
ـ كان اسلام سلمان المحمّدي ، المعروف بسلمان الفارسي ، رحمهالله ، ورضي عنه ، وحشرنا معه وفي زمرته ،
والذي كان قد هاجر من بلاده وتحمل المشاق الكثيرة ، والمصاعب الكبيرة ، حتى لقد
ابتلى بالرق وذلك في سبيل طلب الدين الحق ، فهداه الله إليه ، وكانت له المنة في
ذلك عليه.
وحكاية كيفية وصوله إلى المدينة ، وما
جرى عليه قبل ذلك ، طويلة ، وفيها شيء من الاختلاف ، ولسنا هنا بصدد التحقيق في
هذا الاُمر ..
ولكن ما لا شك فيه هو : أنّه قد استرقوه
في سبيل ذلك ، وأخذ إلى منطقة الحجاز ، وبالتحديد إلى المدينة ، ويقال : مكة ، أو
وادي القرى ، ثم انتهى امره إلى المدينة.
وكان قد عرف : ان نبياً سيخرج ، وأنه لا
يأكل الصدقة ، ويأكل الهدية ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، فحينما.
التقى بالنبي (ص) في قباء قدّم إليه
رطباً على أنها صدقة ؛ فلاحظ : أن النبيّ (ص) قد أمر أصحابه بأن يأكلوا ، ولم يأكل
هو ؛ لاُنها صدقة.