اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 165
٤ ـ ويرى فان فلوتن : ان من اسباب ميل
الخراسانيين ، وغيرهم من الإيرانيين الى العلويين ، هو أنهم لم يعاملوا معاملة
حسنة ، ولا رأوا عدلاً ، إلا في زمن حكم الامام علي عليهالسلام[١].
٥ ـ وأخيراً .. فقد رأينا السودان ـ وهو
ليسوا من العرب ـ يثورون ضد ابن الزبير ، انتصاراً لابن الحنفية. وكان فيهم غلام
لابن عمر اسمه ، رباح ، فلما كلمه ابن عمر ، متعجباً ومستفهماً عن سبب خروجه مع
الثائرين ، قال :
« والله ، إنا خرجنا لنردكم عن باطلكم إلى حقنا ..
» [٢].
هذا كله .. عدا عن أن هذه السياسة
الاسلامية الخالصة ، قد أسهمت في حفظ اصول الاسلام ، وفي وعي تعاليمه ، وترسيخ
قواعده على المدى البعيد .. ثم في تعريف الناس على اولئك الذين يحملون همّ الاسلام
للاسلام ، لا لاُجل مصالحهم الخاصة ، ولا لتحقيق مآربهم في التسلط والهيمنة على
الآخرين ، واستغلالهم ..
فهم يعيشون الاسلام قضيةً ، وفكراً
وطريقة ، ومنطلقاً ، وهدفاً. ويجسدونه رسالةً إلهية ، وانسانية ، تنبض بالحياة ،
وتزخر بالمعاني السامية ، والغنية في مضامينها كما هي غنية في عطائها ، وروافدها.
غير العرب هم روّاد
العلم والثقافة :
ورغم أن السياسة الاموية القاسية تجاه
غير العرب ، والتي لم تكن إلا استمراراً لسياسة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قد
ارهقت غير العرب ، وحرمتهم من أبسط الحقوق الانسانية والشرعية .. فان هؤلاء الناس
قد اتجهوا نحو ما هو أهم ونفعه أعم ، فحصلوا على المجد والرفع عن طريق العلم والمعرفة
، وأقبلوا على الاسلام ، وعلى النهل من معين معارفه ، وآدابه ، والغوص في بحار