اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 164
عنه هو نفسه ، حينما
كتب لاخيه عقيل : « ألا وان العرب قد أجمعت على حرب أخيك ، اجماعها على حرب رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل اليوم ؛
فأصبحوا قد جهلوا حقه ، وجحدوا فضله ، وبادروه العداوة ، ونصبوا له الحرب ، وجهدوا
عليه كل الجهد ، وجروا إليه جيش الاحزاب إلخ » [١].
وعلى الصعيد الايجابي فإننا نجد تعاطف
غير العرب ، مع أولئك الذين وجدوا فيهم التجسيد الحي لتعاليم الاسلام ، وهم علي
وأهل بيته عليهمالسلام ، وشعيته
الابرار ؛ فقد كان من الطبيعي : أن تشدّهم إليهم أواصر المحبة ، وأن ينظروا إليهم
بعين الاكبار ، والاجلال ، والتقدير الفائق ، وأن يجدوا فيهم الملجأ والملاذ لهم ،
في جميع ما ينوبهم ..
ويكفي أن نذكر هنا :
١ ـ أن الموالي كانوا هم أنصار المختار
، في حركته التي كانت ترفع شعار الاُخذ بثارات الحسين عليهالسلام ، وكان ذلك ـ على ما يبدوا ـ هو السبب
في تخاذل العرب عنه [٢].
٢ ـ وكان لعثمان عبد ، فاستشفع بعلي أن
يكاتبه عثمان ، فشفع له ، فكاتبه [٣].
٣ ـ وقال السيد أمير علي : « وقد أظهر
الامام علي منذ بداية الدعوة الاسلامية كل تقدير ومودة نحو الفرس ، الذين اعتنقوا
الاسلام. لقد كان سلمان الفارسي ـ وهو أحد مشاهير اصحاب الرسول ـ رفيق علي وصديقه.
كان من عادة الامام أن يخصص نصيبه النقدي في الانفال لافتداء الاسرى. وكثيراً ما
أقنع الخليفة عمر بمشورته ، فعمد إلى تخفيف عبء الرعية في فارس. وهكذا .. كان ولاء
الفرس لاحفاده واضحاً تمام الوضوح » [٤].
[١] شرح النهج
للمعتزلي الحنفي ج ٢ ص ١١٩ والغارات ج ٢ ص ٤٣١ والبحار ج ٨ ط قديم ص ٦٢١ والدرجات
الرفيعة ص ١٥٦ ونهج السعادة ج ٥ ص ٣٠٢.