وقد انعكس ذلك على الفقه أيضاً ، فقد :
قالت الحنفية : « قريش بعضها اكفاء لبعض ، ومن كان له أبوان في الاسلام فصاعداً من
الموالي ، فهم اكفاء [٣].
وفي التذكرة : أن الحنفية ، وبعض
الشافعية ، قد أفتوا بأن العجم ليسوا اكفاء للعرب. أما الثوري ، فكان يرى التفريق
بين المولى والعربية وشدد فيه وله فتاوى عجيبة اخرى لا مجال لذكرها هنا [٤].
وقال ابن رشد : « قال سفيان الثوري
وأحمد : لا تزوج العربية من مولى ، وقال أبو حنيفة واصحابه : لا تزوج قرشية إلا من
قرشي ، ولا عربية الا من عربي » [٥].
كما ويلاحظ هنا : أنهم قد وضعوا بعض ما
يسمى بالروايات ، ونسبوها الى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم[٦].
ونكاد نظن : أن الخليفة الثاني ، قد
استفاد ذلك من كسرى ، الذي تعلم منه العدل أيضاً .. وذلك لان أنوشيروان اشترط على
معدي كرب شروطاً ، منها : أن الفرس تزوج باليمن ، ولا تتزوج اليمن منها. وفي ذلك
يقول الشاعر :
[٣] الاسلام
والمشكلة العنصرية ص ٦٧ عن الجامع الصغير لمحمد بن الحسن ص ٣٢ هامش كتاب الخراج
لابي يوسف ط بولاق.
[٤] راجع : المصنف
للصنعاني ج ٦ ص ١٥٤ وكلام أبي حنيفة في ضحى الاسلام ج ١ ص ٧٧ وكلام الشافعية في
كتاب : الاسلام والمشكلة العنصرية ص ٦٧ عن كتاب : التنبيه في الفقه الشافعي ص ٩٥.
وراجع : اقتضاء الصراط المستقيم ص ١٥٩.