اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 124
بصورة رئيسية ،
وأساسية ، يقول الجاحظ :
« .. فان عامة من ارتاب بالاسلام ، إنما كان ذلك
أول رأي « الشعوبية » ، والتمادي فيه ، وطول الجدال المؤدي إلى القتال ؛ فإذا أبغض
شيئاً ، أبغض أهله .. إلخ » [١].
وقد ادعى البعض: أن أغلب الزنادقة ،
كانوا من الموالي ، أما العرب ؛ فلم يوصف منهم بالزندقة سوى أربعة أشخاص ، لا غير [٢]!!
٢ ـ ويذكر المؤرخون : أن الخليفة الراضي
لم يكن يتناول شيئاً من أسود [٣].
٣ ـ وقد قرروا : أن ضياع الاندلس كان
سببه التمييز بين العرب ، وغيرهم [٤].
قوالب حضارية خادعة
:
هذا .. وقد استمر هذا الاتجاه بالظهور
والاختفاء بين حين وآخر ، حتى لقد دافع ابن تيمية بحرارة ، عن عقيدة أهل السنة
والجماعة ، في أن جنس العرب أفضل من جنس العجم ، حسبما تقدم ولكن أصبح الجهر بهذا
الاُمر صعباً ، ومستهجناً ، وثقيلاً. فكان أن ظهر أخيراً في قوالب حضارية (!!) ،
وشعارات خادعة ، وتحت اسماء مضللة ، ومطاطة ، وغائمة .. إن اختلفت في عباراتها
وطروحاتها في الظاهر ، فهي متفقة من حيث المضمون والجوهر ، ثم من حيث الآثار
والنتائج ، وهذه القوالب من قبيل : الغرب ، والشرق ، والاوربية ، والآسيوية ،
والقومية والوطنية.
[١] الحيوان: ج ٧ ص
٢٢٠ ، الجذور التاريخية للزندقة والشعوبية عن البيان والتبيين : ج ٣ ص ١٤ ولم نجده
فيه ، ولعلّه قد اشتبه عليه الامر.