اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 125
ونحو ذلك ..
وذلك لاُنّ شعار القومية العربية مثلاً
، والقومية الفارسية ، والقومية الكردية .. وما إلى ذلك من امور ، تعطى على أساسها
الامتيازات ، وترسم انطلاقاً منها السياسات .. ـ إن هذه الشعارات ـ ما هي إلاّ ذلك
التعبير الفني الخادع ، الذي يستبطن التمييز العرقي ، والعنصري ، بأبشع أنواعه.
ولعل أول من استخدام كلمة « القومية » ـ
فيما نعلم ـ هو أبو يحيى بن مسعدة ، في رسالته التي كتبت في القرن السادس الهجري ،
وردّ فيها على ابن غرسية [١].
وبعد .. فان من الواضح : أن التعصب
للوطن بما هو وطن ، وللكردية والفارسية ، والعربية والاوربية وغيرها ، واعطاء
الامتيازات ، ثم حرمان الآخرين ، على أساس هذا الانتماء ، أو ذاك ، وعدمه ، لا
يبعد في مضمونه الحقيقي عن واقع التمييز العنصري ، وما دام أن اعطاء الامتيازات
على اساسه ، يؤول إلى جعل أمر غير اختياري منشأ للامتيازات ، وللحرمان منها .. الامر
الذي لن يكون قادراً على المساهمة في تكامل الانسان في انسانيته ، وملكاته الخيرة
والنافعة ، لا من قريب ، ولا من بعيد ، تماماً كما هو الحال في التمييز على أساس
الجمال ، أو اللون ، أو اللغة ، أو الطبقة ، أو ما إلى ذلك ..
ومن هنا .. فان الحاجة تمس إلى توضيح
ذلك للناس ، وبيان خلفياته وابعاده المختلفة ؛ ليكون الناس على بصيرة من أمرهم ،
وليتأكد لهم صحة وسلامة النظرة الاسلامية الواقعية في هذا المجال ، ولتلتزم
البشرية بتعاليم الاسلام ، ويهديه القويم ، في اعتبار التقوى أساساً للتفاضل ،
ومعياراً لتقييم الانسان في انسانيته ، وفي ما يصدر عنه من أعمال ومواقف.