اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 123
في عهد العباسيين :
أما في عهد العباسيين ، فقد كانت
التقلبات السياسية ، التي كان لغير العرب دور كبير فيها وفي صنعها ، وتوجيهها ـ
كان لها ـ تأثير بارز على ظهور التعصبات العرقية ، والعنصرية بين حين وآخر ، على
درجات متفاوتة من القوة والضعف ، وقد صاحب ذلك تهيؤ الفرصة أمام غير العرب ،
للتعبير عن رأيهم في هذه القضية ، والدفاع عن مبدأ المساواة بين الناس ، بقوة
وبحرية ..
ولكن موضوع التمييز العرقي ، والشعور
العنصري ، بقي له دوره في كثير من المواضع والمواقع ، وكان له تأثيره في كثير من
التقلبات ، والمواقف ، ولا نريد هنا تقصي هذا الامر ، وإنما نريد فقط الالماح إلى
مورد أو موردين ظهر فيهما هذا الامر جلياً وواضحاً ، ونكل أمر تقصي ذلك إلى من
يهمه هذا الاُمر.
فنقول : إنه عدا عن الفتن العرقية
والثورات العنصرية التي ظهرت في اكناف واطراف الدولة الاسلامية هنا وهناك ، وهي
كثيرة جداً [١]
فاننا نجد :
١ ـ إنه يظهر : أن سياسة الاتهام
بالزندقة ، التي تعني لزوم قتل المتهم بها ، ـ هذه السياسة ـ يرجع تاريخها إلى عهد
بني اُمية ، ثم تبناها العباسيون بصورة أكثر فعالية ، وحزماً ، وتشدداً. وكانت هذه
التهمة تمثل اسلوب الانتقام الناجح من الخصوم ، من دون أن يثير أية سلبيات ظاهرة ،
بل ان فيها ايجابية اظهار الهيئة الحاكمة حريصة على الشريعة ، مهمتة بأمر الدين ،
متجلببة جلباب التقوى ، والخشية والورع.
وقد طالت هذه التهمة الموالي بالدرجة
الاولى ، وخصوصاً المثقفين والواعين منهم ، ويظهر من بعض النصوص: أن الموالي كانوا
مستهدفين ـ هم والشيعة ـ
[١] راجع : على سبيل
المثال الفتن والحروب التي جرت في عهد الرشيد ما بين سنة ١٧٠ و ١٨٥ فإن في ذلك
مقنعاً وكفاية ، لمن أراد الرشد والهداية.
اسم الکتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 123