١٧٤ ـ أخبرنا الشّيخ أبو المحاسن مسعود
بن عليّ بن محمد الصّوابي ، عن عليّ بن عبد الصّمد التّميمي ، عن السّيد أبي
البركات عليّ بن الحسين الحسيني ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن
عبدالله ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي
، عن أبان بن عثمان ، عن أبي حمزة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال :
كان في مدينة اثنا عشر سبطاً أمّة أبرار [١]
، وكان فيهم شيخ له ابنة وله ابن أخ خطبها إليه ، فأبى أن يزوّجها ، فزوّجها من
غيره ، فقعد له في الطّريق إلى المسجد ، فقتله وطرحه على طريق أفضل سبط لهم ثمّ
غدا يخاصمهم فيه.
فانتهوا إلى موسى صلوات الله عليه ،
فأخبروه فأمرهم أن يذبحوا بقرة قالوا : أتتخذنا هزواً ، أسألك من قتل هذا؟ تقول :
اذبحوا بقرة ، قال : اعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، ولو انطلقوا إلى بقرة
لأخبرت [٢]
، ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم ، قالوا : ادع لنا ربّك يبيّن لنا ماهي قال : إنّه
يقول : إنّها بقرة لا ذلول ، فرجعوا إلى موسى وقالوا : لم نجد هذا النّعت إلاّ عند
غلام من بني إسرائيل وقد أبى أن يبيعها إلاّ بملأ مسكها [٣] دنانير ، قال : فاشتروها فابتاعوها ،
فذبحت قال : فأخذ جذوة من لحمها فضر به فجلس ، فقال له موسى : من قتلك؟ فقال :
قتلني ابن أخي الّذي يخاصم في قتلي ، قال : فقيل فقالوا يا رسول الله : إنّ لهذا
البقرة لنبأ؟ فقال صلوات الله عليه : إنّها كانت لشّيخ من بني إسرائيل وله ابن
بارّ به ، فاشترى الابن بيعاً فجاء [٤]
لينقدهم الثّمن ، فوجد أباه نائماً ، فكره أن يوقظه والمفتاح تحت رأسه ، فأخذ
القوم متاعهم فانطلقوا ، فلمّا استيقظ قال له : يا أبت إنّي اشتريت بيعاً كان لي
فيه من الفضل كذا وكذا ، وإنّي جئت لأنقدهم الثمن ، فوجدتك نائماً وإذا المفتاح