بالنّخيلة : فقلت :
يا أمير المؤمنين من هذا؟ قال : هذا أخي الخضر جاءني يسألني عمّا بقي من الدّنيا
وسألته عمّا مضى من الدّنيا ، فأخبرني وأنا أعلم بما سألته منه ، قال أمير
المؤمنين : فأوتينا بطبق رطب من السّماء ، فأمّا الخضر فرمى بالنّوى ، وأمّا أنا
فجمعته في كفّي ، قال الحارث : قلت فهبه لي يا امير المؤمنين ، فوهبه لي فغرسته
فخرج منه [١]
مشانا [٢] جيّداً
بالغاً عجباً [٣]
لم ار مثله قطّ [٤].
١٧٣ ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ،
حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن
أورمة ، عن عبد الرّحمن بن حمّاد الكوفي حدّثنا يوسف بن حمّاد الخزاز ، عن المفضّل
بن عمر ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : لمّا اُسري برسول الله صلىاللهعليهوآله بينا هو على البراق وجبرئيل معه إذ [٥] نفحته رائحة مسك ، فقال جبرئيل : ما
هذا؟ فقال كان في الزّمان الأوّل ملك له أسوة حسنة في أهل مملكته وكان له ابن رغب
عمّا هو فيه ، وتخلّى في بيت يعبد الله تعالى ، فلمّا كبر سنّ الملك مشى إليه خيرة
النّاس ، قالوا : أحسنت الولاية علينا وكبر سنّك ولا خلفك إلاّ ابنك ، وهو راغب
عمّا أنت فيه ، وأنّه لم ينل من الدّنيا ، فلو حملته على النّساء حتّى يصبب لذّة
الدّنيا لعاد ، فاخطب كريمة له فأمرهم بذلك ، فزوّجه جارية لها أدب وعقل ، فلمّا
أتوا بها واجلسوها حوّلها إلى بيته وهو في صلاته ، فلمّا فرغ قال : أيّتها المرأة
ليس النّساء من شأني ، قان كنت تحبّين أن تقيمي معي وتصنعين كما أصنع كان لك من
الثّواب كذا وكذا ، قالت : فأنا أقيم على ما تريد.
ثم إن اباه بعث إليها يسائلها هل حبلت؟
فقالت : إنّ ابنك ما كشف لي عن ثوب ، فأمر بردّها إلى أهلها ، وغضب على ابنه ،
وأغلق الباب عليه ، ووضع عليه الحرس فمكث ثلاثاً ، ثم فتح عنه فلم يوجد في البيت
أحد فهو الخضر عليه الصّلاة والسّلام [٦].