اسم الکتاب : الرّفق في المنظور الإسلامي المؤلف : الخزاعي، أبو زلفى الجزء : 1 صفحة : 21
أن يتخلّقوا بأخلاقه
، فيكونون رحمانيين ورحماء ، وإلاّ فليس حرياً أن ينسبوا إليه مع تجافيهم وتباعدهم عن الرفق والرحمة.
والرحمانيون من النمط الأول تجلت وتجسدت
بهم الرحمة المطلوبة في حياتهم الرسالية بكلِّ وضوح ، وهم الأنبياء
والأوصياء والصلحاء ، والآيات في ذلك كثيرة ، إذ إنهم مأمورون بمكارم
الأخلاق.
الهجر الجميل : أن لا تتعرّض لخصمك بشيء
، وإن تعرّض لك تجاهلت [٢].
أُمِر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في
هذه
الآية المباركة بالصبر ـ الذي منه كظم الغيض ـ على ما يسمعه من الاَقوال
البذيئة التي لا تليق ومقام النبوة الشامخ ،
صبراً لا عتاب فيه على أحد ، ولا اعتزاز بالشخصية ، أو دفاع عن الذات ، بل
تركهم إلى الله سبحانه ، مع الهجر الجميل الذي لا يترك في نفوسهم شيئاً من
وخز الضمير ما داموا لم يقابلوا بالمثل ، بل بالهجر الجميل الذي لم يترك في
نفوسهم اشمئزازاً من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولم يزرع فيهم ما يحول بينهم وبينه صلىاللهعليهوآلهوسلم
مستقبلاً فلا يُقبلوا عليه ولا يسمعوا هديه ، بل كان هجراً جميلاً لم يقطع
خيوط المودة ولم يهدم جسور التواصل التي تمر من خلالها رسالة السماء التي
تنشد لاُولئك التكامل وسعادة الدارين.