responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 282

فصار لأجله بحيث يمتنع انفكاكه عمّـا هو فيه، فذلك لا يوجب كونه عرضاً. وبهذا يقع الفرق بين وجود العرض في الموضوع، ووجود الجسم في المكان، أو في الزمان، أو في العرض، وكون الشيء في غايته كالإنسان في السعادة، وكون المادة في الصورة، فإنّ الجسم قد يفارق مكانه وزمانه وعرضه وغايته، مع بقاء جسميته [1] وإنسانيته. وكذا المادة قد تفارق بعض صورها مع بقاء وجودها متقوّمة بحسب صورة وصورة.

لا يقال: الجسم لا يفارق المكان والزمان المطلقين، ولا العرض المطلق، فأيّ فارق بينه وبين العرض؟

لأنّا نقول: معنى قولنا ـ ولا يمكن مفارقته عمّـا هو فيه ـ هو أنّ الشخص من العرض بشخصيته يقتضي ذلك المحلّ، بخلاف وجود الجسم في الزمان والمكان المطلقين، فإنّ الأُمور الكلّية لا وجود لها في الخارج، فيمتنع وجود الجسم فيها[2] في الخارج، وكلامنا في كون العرض في الموضوع وجوداً خارجياً لا ذهنياً.

لا يقال: الأجسام الإبداعية يمتنع عليها مفارقة أمكنتها الخاصة، فتكون أعراضاً.

لأنّا نقول: هذا محال عندنا، ولا جسم إبداعي في الوجود، ولا جسم يمتنع مفارقته لمكانه. وأمّا على رأي القوم فإنّهم يفرّقون: بأنّ الأعراض تتشخص بموضوعاتها المعيّنة، والإبداعيات لا تتشخص بحصولها في تلك الأحياز، فإنّ نوعها في شخصها، فسبب تشخصها طبيعة نوعها، ثمّ يتبع شخصها حصولها في تلك الأحياز.

لا يقال: مادة الفلك موجودة في صورته، والصورة متحصلة القوام،


[1] م: «جسمانيته».
[2] في جميع النسخ:«فيه»، أصلحناها طبقاً للسياق.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست