responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 270

الخامس: لو كان الجوهر جنساً لكانت النفوس والعقول مركّبات، فيكون العقل الصادر عن المبدأ الأوّل ابتداءً مركّباً، والمبدأ واحد، [1] فلا يصدر عنه أكثر من واحد.

السادس: الجنس مقول على ما تحته بالتواطؤ، والجوهر ليس كذلك فلا يكون الجوهر جنساً. والمقدمة الأُولى مسلّمة. وبيان الثانية: أنّ الجواهر المفارقة أولى بالجوهرية والاستغناء عن الموضوع من الأجسام، وهي أولى بالجوهرية من الهيولى [2].

السابع: النفس الإنسانية جوهر مجرّد مفارق للمادة على ما يأتي، وهي عالمة بنفسها، وعلمها بنفسها لا يمكن أن يكون مكتسباً، والحكماء اتفقوا عليه، بل جعلوا [3] علمها بذاتها نفس ذاتها، فكان يجب أن يكون العلم بجوهريتها حاصلاً لها دائماً أوّلياً، ومعلوم أنّ الأمر بخلاف ذلك.

لا يقال: علم الإنسان بوجود ذاته غير مكتسب، فجاز أن يكون علمه بماهية نفسه مكتسباً، والجوهرية إنّما تقوّم ماهية النفس لا وجودها، وإذا كان علمها بماهيتها مكتسباً جاز أن يكون العلم بجوهريتها مكتسباً.

لأنّا نقول: هذا لا يتأتى [4] على رأي الحكماء، لأنّهم اتفقوا على أنّ علم الإنسان بنفسه هو نفس نفسه، إذ لو كان زائداً على نفسه لوجب أن تحلّ في نفسه صورة مساوية لنفسه فيجتمع المثلان. وإذا كان كذلك وجب أن يكون علمه بذاته هو نفس حضور ذاته لذاته، فعلم الإنسان بحقيقته يجب أن يكون حاضراً أبداً، ويرد الإشكال [5].


[1] أي الباري جلّ شأنه.
[2] فالجوهر مقول بالتشكيك والذاتي لا يكون كذلك.
[3] وعبّـر الرازي بـ «زعموا».
[4] ق: «لا ينافي».
[5] أي وإذا كان كذلك يرد الإشكال.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست