responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 243

البحث الثاني: في أنّه لا يجب في المحدث سبق المدّة عليه [1]

اختلف الناس هنا، فذهب المسلمون كافة إلى ذلك، وذهبت الفلاسفة إلى أنّ كل محدث فإنّه مسبوق بزمان هو موجود غير قارّ الذات متصل إتصال المقادير[2]، لأنّ الحادث بعد ما لم يكن [3] تكون بعديته هذه مضافة إلى قبليّة قد زالت، فله قبل لا يوجد مع البعد، وليست تلك القبليَّة كقبليّة الواحد على الاثنين التي قد يكون بها ما هو قبل وما هو بعد معاً في حصول الوجود [4]، بل يجب أن تكون قبلية قبل لا تثبت مع البعد، بل تزول قبليته عند تجدّد البعدية.

وهذه القبلية مغايرة للعدم، لأنّ العدم كما كان قبل، فقد يصحّ أن يكون بعد، وليس القبل بعد، ولا الفاعل، لأنّه قد يكون الفاعل قبل الحادث [5] ومعه وبعده، وليس القبل كذلك. فهو شيء آخر يتجدّد ويتصرّم، وهو غير قارّ الذات، وهو متّصل في ذاته، لإمكان فرض متحرّك يقطع مسافة يوافق حدوث هذا الحادث انقطاعها، فيكون إبتداء حركته قبل هذا الحادث، ويكون بين إبتداء الحركة وانتهائها، كما بين إبتداء الحركة وحدوث الحادث، فكما كان هناك قبليات وبعديات متصرّمة متجدّدة مطابقة لأجزاء المسافة والحركة، كذا يجب أن يكون بين إبتداء الحركة وإبتداء هذا الحدوث.


[1] راجع الإشارات 3:82 وما بعدها; نقد المحصل: 128; المباحث المشرقية 1:755وما يليها.
[2] أي الخط و السطح و الحجم
[3] وهذا هو تعريف الحادث.
[4] م: «الموجود» وهو خطأ.
[5] م: «الحدوث».

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست