نور الباري تعالى، وأمّا أنّه فهم أنّ النور ما هو الظاهر بذاته المظهر لغيره وهو حق حقيقة الوجود، التي تنوّرت بها السماوات العلى التي هي مهيّات المجردات، والأرضين السفلى التي هي مهيات الماديات، لكن يقول لو حملت الآية على هذا لزم وحدة الوجود كما قال القائل بالوحدة: إنّ نور السماوات والأرض وجودهما، وقد حمل على لفظ الجلالة، ومفاد الحمل هو الاتحاد في الوجود، وجعل النور بمعنى المنوّر خلاف الأصل ووحدة الوجود عنده باطلة، فلا جرم دعاه هذا على ارتكاب خلاف الأصل.[1]
قوله: كما قال القائل بالوحدة قال في الحاشية: وجه استدلاله أنّ النور العرضي والحسي لا يليق بجنابه تعالى، فبقى النور الحقيقي وهو الوجود، لكن لا الوجود العام البديهي، بل ما به يحاذيه في الخارج، فإنّه عنوان لحقيقة بسيطة مبسوطة نورية، فالوجود الحقيقي هوهو.(3)
أقول: الوجود الحقيقي ساقط الإضافة عن مهيّات السماوات والأرض هوهو، لا وجودات السماوات والأرض، فحيث هو موجود لا اسم ولا رسم ولا نعت ولا صفة، وكمال الإخلاص نفي
[1] شرح الأسماء الحسنى، ج1، ص 169، في شرح يا منور النور. 2 و3 . شرح الأسماء الحسنى:1/169، الحاشية.