responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشكاة المصابيح المؤلف : المياموي البسطامي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 63

المذكورة، ولظهوره وإظهاره مراتب، ففي مرتبة ظل، وفي مرتبة ضوء، وفي مرتبة نار، وفي مرتبة نجم، وفي مرتبة قمر، وفي مرتبة شمس.

وسنذكر تلك المراتب مبيّناً معناها: وإذا علمت هذا في النفس فاجعله مقياساً لمعرفة نور العقل، ثم اجعلهما مرقاة وذريعة لمعرفة نور سماوات الأرواح وأراضي الأشباح، وأدر التفاوت بين نوره تعالى وأنوارهما كالتفاوت بين علمه تعالى وعلومهما، فكم من فرق بين العلم الحصولي والعلم الحضوري وظهورهما وإظهارهما، ثم كم من فرق بين العلم الحضوري، الذي هو عين وجود الشيء لا مهيته وسيأتى بيانه.

والحضوري الذي هو عين وجود الشيء ومهيته وبين الذي هو مستفاد من الغير والذي هو مفيد، وبين الذي هو مشاه والذي هو غير مشاه، وبين الذي هو غير متناه عدة ومدة، والذي هو غير متناه عدة ومدة وشدة، وأعرف شدة النورية الوجوبية بالشدة الكيفية في النور الشمسي، حيث إنّ الكواكب التي لا تعد ولا تحصى تنير العالم إلى حد، والشمس إذا طلعت تنيره إلى حد، لا نسبة بين الإنارتين بوجه، بل ولو انضاف إليها إنارة القمر، بل ولو أُضيفت إليها إضاءة سرج غير معدودة وتشعيل مشاعل ممدودة لم تبلغ هذه الزيادات الكمية إلى حد يداني تلك الزيادة الكيفية فضلاً عن أن يكافيها.

اسم الکتاب : مشكاة المصابيح المؤلف : المياموي البسطامي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست