أقول: وإنّما شبّه شجرة الزيتونة بالفكر (لشباهة الفكر الصحيح بكثرة فروعه ونتائجه المتوصل بها إلى نور اليقين الدائم بالشجرة المباركة الكثيرة الخيرات المتوصل بها إلى النور الحسي).[1]
والشطر الأخير من هذا البيت إشارة إلى قوله تعالى:(ولو لم تمسسه نار)كما في قوله تعالى: (فآنَسَ مِن جانِب الطُّورِ ناراً)[2]، والطور في التأويل مرتبة السرّ من القلب، ثم بعد تنزيل التمثيل على نوره تعالى في الأنفس والإنسان الصغير، أشار[3] إلى تنزيله على نوره تعالى في الآفاق، والإنسان الكبير من الأنوار الأسفهبدية والقاهرة، ونور الأنوار بقوله:
أو جسم كل نفس كلّ عقل كل *** وهو عليها ذاك الأربع يدلّ
أقول: مراده بالأربع: المشكاة والزجاجة والمصباح ونور على نور، وعلى هذا قال:
فعالم الأسماء روح الشجرة *** كما به أُوّل أيضاً سدرة[4]
[1] أي الهوية الصرفة. [2] سورة القصص، آية 29. [3] في المصدر: أشرنا. [4] شرح المنظومة، ص 308.