وثالثها: أنّه مثل القرآن في قلب المؤمن فكما أنّ هذا المصباح يستضاء به، وهو كما هو لا ينقص، فكذلك القرآن يهتدى به ويعمل به، فالمصباح هو القرآن والزجاجة قلب المؤمن، والمشكاة لسانه وفمه، والشجرة المباركة شجرة الوحي، يكاد زيتها يضيء، يكاد حجج القرآن تتضح وإن لم تقرأ.
وقيل: يكاد حجج الله على خلقه تضيء لمن تفكّر فيها وتدبّرها، ولو لم ينزل القرآن، نور على نور، يعني أنّ القرآن نور مع سائر الأدلّة قبله، فازدادوا به نوراً على نور. عن الحسن وابن زيد.
وعلى هذا فيجوز أن يكون المراد ترتّب الأدلّة، فإنّ الدلائل يترتّب بعضها على بعض ولا يكاد العاقل يستفيد منها، إلاّ بمراعاة الترتيب، فمن ذهب عن الترتيب فقد ذهب عن طريق الاستفادة وقال مجاهد: ضوء نور السراج على ضوء نور الزيت على ضوء الزجاجة.[1]
المصباح الثاني: في تفسيرها كما في الصافي
في ما قاله الفيض[2] في تفسير هذه الآية: (الله نور السموات والأرض) الآية: أي الظاهر بنفسه، المظهر لهما بما فيهما.