تمسسه نار، قال: يكاد العالم من آل محمّد(صلى الله عليه وآله) يتكلّم بالعلم قبل أن يسأل، نور على نور أي إمام مؤيد بنور العلم والحكمة في أثر إمام من آل محمد(صلى الله عليه وآله)، وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة. فهولاء الأوصياء الّذين جعلهم الله خلفاء في أرضه، وحججه على خلقه، لا تخلو الأرض في كلّ عصر من واحد منهم. إلى آخر ما قال[1].
ثم قال الشيخ: وتحقيق هذه الجملة يقتضي أنّ الشجرة المباركة المذكورة في الآية هي دوحة التقى والرضوان، وعترة الهدى والإيمان، شجرة أصلها النبوة، وفرعها الإمامة، وأغصانها التنزيل، وأوراقها التأويل، وخدمها جبرئيل وميكائيل.[2]
وثانيها: أنّه مثل ضربه الله للمؤمن، والمشكاة نفسه، والزجاجة صدره، والمصباح الإيمان، والقرآن في قلبه، يوقد من شجرة مباركة هي الإخلاص لله وحده لا شريك له، فهي خضراء ناعمة كشجرة التف بها الشجر، فلا يصيبها الشمس على أي حال كانت، لا إذا طلعت ولا إذا غربت، وكذلك المؤمن قد احترز من أن يصيبه شيء من الفتر فهو بين أربع خلال: إن أُعطي شكر، وإن ابتلي صبر، وإن حكم عدل، وإن قال صدق، فهو في سائر الناس، كالرجل الحي يمشي بين القبور، نور على نور، كلامه نور، وعلمه نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى الجنة نور يوم