responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام المؤلف : اللاهيجي، عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 234

استدلّوا به على أنّ معنى الإيجاب هو الحكم بثبوت أمر لأمر، وأنّ ثبوت شيء لشيء فرع ثبوت المثبت له.

وهاتان المقدّمتان لو تمّتا لدلّتا على أنّ للمعدومات والممتنعات ثبوتاً وتحقّقاً في الخارج لا في القوّة المدركة، لأنّا نعلم قطعاً، أنّ اجتماع النّقيضين محالٌ، وشريك الباري ممتنع، ولو لم يوجد ذهن ولا قوّة مدركة أصلاً، فبحكم تينك المقدّمتين، يلزم ثبوت الممتنع في الخارج .

وأيضاً الصّدق هو مطابقة النّسبة النّفسيّة[1] للنّسبة الخارجية، فصدق الحكمين المذكورين يستدعي ثبوت نسبتهما في الخارج، ولا يكفي مجرّد الثبوت في الذّهن .

وما يقال [2]: من أنّ صحّة الحكم مطابقته لما في العقل، فإنّ صور جميع الموجودات وأحكامها ، وكذا صور المعدومات والممتنعات وأحكامهما مرتسمة فيه باطلٌ، لأنّ كلّ أحد يعرف أنّ قولنا: اجتماع النقيضين محالٌ، حقّ وصدقّ، وإن لم يتصوّر العقل الفعّال[3]، بل كان ممّن ينكره .

وكذا ما يقال: من أنّ كلّ نسبة ايجابيّة أو سلبيّة من حيث كونها نتيجة الضّرورة أو البرهان هي المرادة من النّسبة الخارجيّة، ومن حيث كونها مدلولة


[1] أي الذهنيّة.
[2] أي وما قال الشارح القوشجي.
[3] وهو العقل العاشر المعبّر في الشّرع بالنّاموس الأكبر وجبرئيل (عليه السلام)، وإنّما سمّي فعّالاً لكثرة أفعاله وتصرفاته في عالم العناصر، أو هو القوّة الإلهية الّتي يهتدي بها كلّ شيء في العالم العلويّ والسّفلي من الأفلاك والكواكب والجماد والحيوان غير النّاطق والإنسان، أو هو كلّ ما يخرج من القوّة إلى الفعل. لاحظ : مصطلحات جامع العلوم: 600; مفاتيح العلوم: 81 ; رسالة في اثبات المفارقات، الدّعاوي القلبية: 10 ; عيون الحكمة: 43 .

اسم الکتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام المؤلف : اللاهيجي، عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست