responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام المؤلف : اللاهيجي، عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 233

وإن أردتم التقرّر بالمعنى الثّاني، فلا شك في كونه مكابرةٌ[1]، لكن المعتزلة لم يجوّزوه .

قلنا: المراد هو المعنى الأوّل[2] وهو مكابرةٌ ظاهرةٌ من حيث نسبته إلى الخارج، إذ لا يفرق بديهة العقل بين كون وكون بحسب الخارج، بحيث يكون أحدهما منشأ للآثار دون الآخر، وتجويز ذلك الفرق مكابرة صريحة، بل نقول حينئذ: لا فرق بين المعنى الأوّل والثّاني، ويلزم تجويزهم الثّاني[3] أيضاً، ولا نسبة لذلك إلى ما ذهب الحكماء إليه من الوجود الذّهني، لأنّه إنّما هو في قوّة مدركة لا في الخارج، ولا استبعاد في الفرق بين الكون[4] في القوّة المدركة، والكون في الخارج، بكون أحدهما منشأ الآثار[5] دون الآخر، بل المعلوم عدمه بديهة[6] في ذلك هو الفرق بين كونين بحسب الخارج فقط.

وأمّا ما قيل: من أنّهم إنّما وقعوا فيه لما وقع لأجله الحكماء في إثبات الوجود الذهني.

ففيه: أنّه لو كان كذلك لزمهم القول بثبوت الممتنعات أيضاً في الخارج وهم لا يقولون به .

لا يقال [7]: لا ينفع الحكماء أيضاً إثبات الوجود الذهني، لأنّ مدار ما


[1] لأنّ التقرّر الّذي يترتّب عليه الآثار بدون الوجود محال .
[2] أي تقرّر الماهيّة في حد ذاتها.
[3] أي تقرّر الماهيّة بحيث يترتّب عليها آثارها.
[4] على طريق الحكماء.
[5] أ، ب و ج: «للآثار».
[6] أ: «بديهيّةً».
[7] القائل هو الشارح القوشجي. لاحظ : شرح تجريد العقائد: 15 .

اسم الکتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام المؤلف : اللاهيجي، عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست