responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 138

معاوية، وكان ـ عليه السَّلام ـ يوجه النقد اللاذع كلّما بدر من معاوية من أعمال غير إسلامية، ومن تلك المواقف موقفه تجاه أخذ البيعة ليزيد.

موقفه من البيعة ليزيد

واتباعاً لنشاطاته الواسعة لأخذ البيعة لابنه يزيد سافر معاوية إلى المدينة لأخذ البيعة من أهلها، ومن الشخصيات البارزة بشكل خاص وعلى رأسها الحسينـ عليه السَّلام ـ ، وبعد أن دخل المدينة التقى بالإمام وعبد اللّه بن عباس، فطرح خلال هذا اللقاء موضوع البيعة لابنه وحاول أن يقنعهما بذلك، فأجابه الحسينـ عليه السَّلام ـ :

«...ولقد فضلت حتى أفرطت، واستأثرت حتى أجحفت، و منعت حَتّى محلت، وجرت حتى تجاوزت، ما بذلت لذي حقّ من اسم حقّه بنصيب، حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ونصيبه الأكمل، وفهمت ما ذكرت عن يزيد من اكتماله وسياسته لأُمّة محمّد، تريد أن توهم الناس في يزيد، كأنّك تصف محجوباً، أو تنعت غائباً، أو تخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلم خاص، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه، فخذ ليزيد فيما أخذ فيه من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش، والحمام السبق لأترابهن، والقيان ذوات المعازف وضرب الملاهي تجده باصراً. ودع عنك ما تحاول فما أغناك أن تلقى اللّه من وزر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه. فواللّه ما برحت تقدح باطلاً في جور، وحنقاً في ظلم حتى ملأت الأسقية وما بينك وبين الموت إلاّ غمضة، فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود، ولات حين مناص...».[1]


[1]الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري:1/184.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست