responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 122

كتبها لكتاب «صلح الحسن» القيّم تأليف العالم البحّاثة الكبير «الشيخ راضي آل ياسين»: وكان أهمّ ما يرمي إليه سلام اللّه عليه أن يرفع اللثام عن هؤلاء الطغاة ليحول بينهم و بين ما يبيّتون لرسالة جده من الكيد، وقد تم له كلّ ما أراد حتى برح الخفاء وآذن أمر الأموية بالجلاء والحمد للّه ربّ العالمين.وبهذا استتب لصنوه سيد الشهداء أن يثور ثورته التي أوضح اللّه بها الكتاب وجعله فيها عبرة لأُولى الألباب، وقد كانا عليمها السَّلام وجهين لرسالة واحدة، كلّ وجه منهما في موضعه منها وفي زمانه من مراحلها يكافئ الآخر في النهوض بأعبائها ويوازنه بالتضحية في سبيلها.

فالحسن لم يبخل بنفسه، ولم يكن الحسين أسخى منه بها في سبيل اللّه ، وإنّما صان نفسه يجندها في جهاد صامت، فلمّا حان الوقت كانت شهادة كربلاء شهادة حسنية، قبل أن تكون حسينية. وكان يوم ساباط أعرق بمعاني التضحية من يوم الطف لدى أُولي الألباب ممّن تعمّق، لأنّ الحسن ـ عليه السَّلام ـ أُعطي من البطولة دور الصابر على احتمال المكاره في صورة مستكين قاعد، وكانت شهادة الطف حسنية أوّلاً وحسينية ثانياً، لأنّ الحسن أنضج نتائجها ومهّد أسبابها. كان نصر الحسن الدامي موقوفاً على جلو الحقيقة التي جلاها لأخيه الحسين بصبره وحكمته، وبجلوها انتصر الحسين نصره العزيز وفتح اللّه له فتحه المبين، وكانا عليمها السَّلام كأنّهما متفقان على تصميم الخطة أن يكون للحسن دور الصابر الحكيم وللحسين دور الثائر الكريم، لتتألّف من الدورين خطة كاملة ذات غرض واحد، وقد وقف الناس بعد ساباط والطف يمعنون في الأحداث فيرون في هؤلاء الأمويين عصبة جاهلية منكرة....[1]

ونظراً إلى هذه الحقائق يمكن القول بأنّه لو كان الإمام الحسين في نفس


[1]صلح الحسنـ عليه السَّلام ـ : 12ـ 13.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست