responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 121

ينهبونها حتى البساط الذي تحت قدميه، ولاحظنا انّ أُولئك الذين أرادوا أن يقاتلوا جيش الشام مع الإمام ويضحّوا بأرواحهم في سبيل ذلك هم أنفسهم أحدثوا الفتن والبلابل وتركوا الإمام وحيداً .

فلنقارن بينهم و بين أصحاب الحسين الذين قالوا يوم عاشوراء :واللّه لو نعلم انّنا نقتل فيك ثمّ نحيا ثمّ نحرق ونذرّى، يفعل بنا ذلك سبعين مرة ما فارقناك حتى نلقى حمامنا دونك، فكيف وإنّما هي قتلة واحدة وتلك هي الشهادة ثمّ ننال الكرامة التي لا انقضاء لها.

نعم بهذا النوع من الرجال يمكن أن نلقي شرراً من الحماس باسم الشهادة في تاريخ الإنسان ونحدث صدى في كبد السماء اسمه عاشوراء لا مع قوم لا نصر معهم ولا شهادة بل يسلمون المرء مكتوفاً إلى الأعداء وحينئذ لن يبقى غير ذل الأسر ليس إلاّ، ولهذا غيّـر الإمام الحسن صعيد الكفاح.

وبعبارة أُخرى غيّر الساحة لا الجهة كمن يصلّـي على مركب وهو يتجه نحو القبلة فعندما يستبدل هذا المركب بمركب آخر فانّه يغير مكانه لا جهته وهي القبلة.وقبلة رجال الحقّ هي مقاتلة الباطل دائماً سواء كان هذا القتال في ساحة كربلاء أو في أزقة وأحياء الكوفة ومسجد المدينة أو سجن بغداد. فقد انصب قتال الإمام الحسن على معاوية الذي كان أكبر حاجز أمام نشر الحقّ والعدالة في تلك الفترة تارة على شكل إعداد الجيوش، وأُخرى في إطار قبول الصلح والهدنة.[1]

وجهان لرسالة واحدة

كتب العلاّمة المجاهد المرحوم «السيد شرف الدين العاملي» في المقدمة التي


[1]امام در عينيت جامعه: 129ـ130.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست