responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 123

الظروف التاريخية لأخيه الكريم الإمام الحسن لكان يقوم بنفس ما قام به، ولو كان الإمام الحسن في عصر الحسين وظروفه لكان ينتهج نفس نهجه، لأنّ هذين الإمامين الكبيرين أدى كلّ منهما رسالته التاريخية وفقاً لظروفه التاريخية والزمنية الخاصة به، وقد قال النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وهو يتوقع هذه الأحداث والإشكاليات حول ابنيه العظيمين: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا».[1]

الصلح أو الصلاح؟

نختم هذا الفصل بمقالة أحد الكتّاب و قد نشرت في إحدى مجلات طهران تحت عنوان «الصلح أو الصلاح؟».

يمكن أن نعتبر صلح الحسن أو بعبارة أُخرى مهادنته لمعاوية من أصعب مراحل مسيرة الإمامة في الإسلام وكان أكثر الهدنات ثورية في التاريخ وانّ احتمال معاناته ـ الصلح ـ المضنية لا يمكن لأحد غير ابن علي ـ عليه السَّلام ـ مهما أوتي من المعرفة العالية جداً بمراتب ودرجات الإيمان وقد كان هذا الصلح مثاراً للجدل والنقاش دائماً وحاول المغرضون بأقلامهم المغرضة والجاهلون بنظرتهم الجاهلة أن يحرّفوا هذه السيرة الإيمانية ويقذفوها في دائرة الغموض والإبهام.

انّ الأئمّة جميعاً مظهر للتقوى والسياسة وانّهم يشتركون جميعاً في التقوى والإيمان ويختلفون في الأسلوب والسياسة، فقد أصبح أسلوب علي وسياسته في مرحلتي الصمت والسكون والصراخ والحركة ملاذ الأمة وحلّها الوحيد وسار الحسن على خطا أبيه في المرحلة الأُولى والحسين في المرحلة الثانية، ولولا الصمت لما كان لعلي ـ عليه السَّلام ـ صراخ وصوت مدو وشهادة منذرة تبعث الحياة في النفوس


[1]وقال ابن شهر آشوب في مناقبه 3/394: إنّ المسلمين أجمعوا على أنّ النبي قال هذا الحديث.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست