responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 77

نظرية المعتزلة

ذهبت المعتزلة إلى أنّ كلامه تعالى أصوات وحروف ليست قائمة بذاته تعالى، بل يخلقها في غيره، وتكلّمه في الحقيقة من صفات الفعل لا من صفات الذات نظير كونه رازقاً ومنعماً.

قال القاضي عبد الجبار: حقيقة الكلام هي الحروف المنظومة والأصوات المقطّعة، وهذا كما يكون سبحانه منعماً بنعمة توجد في غيره ورازقاً برزق يوجد في غيره، وهكذا يكون متكلّماً بإيجاد الكلام في غيره، وليس من شرط الفاعل أن يحلّ عليه الفعل.[1]

هذه النظرية وإن كانت صحيحة لكنّها إنّما تتمّ إذا كان المخاطب شخصاً خاصّاً كتكليمه موسى أو تكليمه أحداً من الأنبياء بالطرق الثلاث، حيث قال:

1. ((إلاّ وَحْياً)).

2. ((أوْ مِنْ وَراءِ حِجاب )).

3. ((أوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)).

وأمّا إذا كان المخاطب عموم الناس من الأوّلين والآخرين، فلابدّ أن يفسّر بوجه آخر، وهو أنّ كلامه هو الفعل المنبئ عن جماله، المُظهر لكماله، كما سيوافيك.


[1] شرح الأُصول الخمسة للقاضي عبد الجبار: 528; وشرح المواقف للسيد الشريف:495.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست