responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 78

نظرية الأشاعرة

لقد اختار الأشاعرة مذهباً خاصّاً في هذا الأمر، حاولوا فيه التوفيق بين ما ذهبوا إليه من أنّ التكلّم من صفاته تعالى الذاتية (كالعلم والقدرة)، وبين اعترافهم باستحالة قيام الأصوات والحروف بذاته سبحانه، ويتلخّص هذا المذهب في أنّ كلام الله حقيقةً، هو الكلام النفسي القائم بذاته تعالى، وأنّه غير العلم والإرادة. قال الشهرستاني: وصار أبو الحسن الأشعري إلى أنّ الكلام معنى قائم بالنفس الإنسانية، وبذات المتكلّم، وليس بحروف ولا أصوات، وإنّما هو القول الذي يجده القائل في نفسه ويجيله في خلده، وفي تسمية الحروف التي في اللسان كلاماً حقيقياً تردّد، أهو على طريق الحقيقة أم على سبيل المجاز؟ وإن كان على طريق الحقيقة فإطلاق اسم الكلام عليه وعلى النطق النفسي بالاشتراك اللفظي.[1]

ترى أنّ الأشعري يرى أنّ واقع الكلام ليس قائماً بالحروف والأصوات وأنّ حقيقته هي المعاني التي يردّدها الإنسان في نفسه ويجيلها في خلده، وبهذا المعنى فسّر كلامه سبحانه وأسماه بالكلام النفسي.

ولسنا في صدد نقد عقيدة الأشعري في المقام، ولكن نشير هنا إلى نكتة وهي أنّ ما ذكره من قيام المعاني والمفاهيم بذاته ـ على فرض تسليمه ـ يوجب رجوع وصف التكلّم إلى العلم، إذ ليس للعلم الحصولي حقيقة وراء قيام المفاهيم المتصوّرة بالذات، فلا يكون وصفاً لغير ذلك.


[1] نهاية الإقدام في علم الكلام، للشهرستاني: 320، طبعة آكسفورد، 1934 م.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست