responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 524

ولكنّه خفي عليه أنّ هذا صبي غير عادي، فالله سبحانه هو الحافظ لكلّ شؤونه. كيف يقول ذلك، مع أنّ الخلافة العباسية كانت له بالمرصاد فعندما انتشر خبر وفاة الإمام العسكري بعثوا إلى داره وفتشوها وكبسوا كلّ ما فيها وطلبوا إثر ولده، حتى جاءوا بالنساء اللواتي كنّ في بيت الإمام(عليه السلام)، أفيمكن أن تكون حياته حياة سائر الصبيان حتى تحضنه أُمّه أو أمّ أُمّه... الخ؟!

إنّ الإمام المهدي كان أمانة إلهية والله سبحانه حفظه بعلمه وقدرته من دون أن يحتاج إلى حضانة حاضن أو ولاية ولي.

الإشكال الثالث: عدم الانتفاع بوجوده

قال ابن تيمية: سواء قُدّر وجوده أو عدمه، لا ينتفعون به لا في دين ولا في دنيا، فإنّ المؤمنين به لم ينتفعوا به، ولا حصل لهم به لطف ولا مصلحة، والمكذّبون به يعذّبون (عندهم) على تكذيبهم به، فهو شرٌّ محض لا خير فيه.[1]

والجواب: أنّ أولياء الله بين ظاهر قائم بالأُمور، وبين مختف قائم بها من دون أن يعرفه الناس، وكتاب الله العزيز يشهد على وجود هذين النوعين: ظاهر مشهور باسط اليد تعرفه الأُمة وتقتدي به وتستضيء بضوئه وتبصر بنوره، وغائب مستور، لا يعرفه حتّى نبي زمانه، كما يخبر سبحانه عن مصاحب موسى(عليه السلام) بقوله: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَ عَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).[2]


[1] منهاج السنّة:4/89 ـ 90، وفي طبعة بولاق:2/132 .
[2] الكهف:65ـ 66.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 524
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست