responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 462

فرد عليه ابن تيمية بقوله: ومن المعلوم أنّ هذا وصف مشترك بين جميع من كان من ذرية الرسل، وجميع ذرية عليّ يشاركونه في هذا، فأي مزية له في هذا حتى يكون بها إماماً دون أمثاله المشاركين له في هذا الوصف؟[1]

يلاحظ عليه أوّلاً: أنّ العلاّمة لم يستدل على إمامة الرضا(عليه السلام) بشعر أبي نؤاس وإنّما ذكره للإشارة إلى مقامه السامي، وكرامته في نفوس الناس، فسقط قول ابن تيمية: فأي مزية له في هذا حتى يكون بها إماماً.. إلى آخر ما قال.

وثانياً: إنّ أبا نؤاس(الحسن بن هانئ)[2] كان من الشعراء الأفذاذ، ومن كبار علماء اللغة، دقيق الملاحظة، بارعاً في الوصف، (قد جُمع له الكلام، فاختار أحسنه)[3]، فكيف عجز، في مقام مدح الرضا، عن اختيار أحسن الكلام، وخانته براعته في الوصف، فيصف ممدوحه بما هو مشترك بين جميع من كان من ذرية الرسل؟!!


[1] منهاج السنة:4 / 65، وفي طبعة بولاق:2/126.
[2] قال الجاحظ: ما رأيت أحداً كان أعلم باللغة من أبي نؤاس، ولا أفصح لهجة، مع حلاوة، ومجانبة للاستكراه. وقال أبو عبيدة: كان أبو نؤاس للمحدثين، كامرئ القيس للمتقدمين. وكان أبو نؤاس قد نشأ بالبصرة، وروى الحديث عن: حمّاد بن سلمة، والمعتمر بن سليمان، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن سعيد القطّان، وأزهر بن سعد السمّان، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. قال الإمام الشافعي: لولا مجون أبي نؤاس لأخذت عنه العلم. قال ابن الجوزي: لا أؤثر أن أذكر أفعاله المذمومة، لأنّي قد ذكرت عنه التوبة في آخر عمره، وإنّما كان لعبه في أوّل الأمر. انظر: تاريخ بغداد:7/436، برقم 4017; والمنتظم لابن الجوزي:10/16، برقم 1068; والأعلام:2/225.
[3] قاله النظّام. لاحظ : تاريخ بغداد:7/437.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست