responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 463

وإذا كان أبو نؤاس، في منطق ابن تيمية، لم يأتِ إلاّ بكلام فاسد، فعلام أنشد هذه الأبيات بعد ساعة من قوله ـ وقد عوتب على ترك مدح الرضا ـ : والله ما تركتُ ذلك إلاّ إعظاماً له، وليس يقدر مثلي أن يقول في مثله؟[1]

ومن الغريب أنّ هذا الفارس المُجلِّي في الشعر، المُجيد في عشرة أنواع منه[2]، قد كبا به فرسه ـ في رأي ابن تيمية ـ عند وصف الرضا(عليه السلام)، فلم يُجِدْ فيما قال!!

وهكذا يظهر لنا ابن تيمية، فجأة، ناقداً أدبياً كبيراً، يزدري رأيَ كبار الأدباء والشعراء والعلماء الذين أشادوا بشعر أبي نؤاس، وإبداعه في الوصف، واهتدائه إلى المعاني المبتكرة!!

وأظنّ أنّ مثل هذا الناقد الكبير (ابن تيمية!!!) لو عاش في أيام أبي نؤاس وبعدها، لَما قال المأمون: لو وصفتْ الدنيا نفسَها، لما وصفتْ نفسَها بمثل قول أبي نؤاس:

ألا كلّ حيٍّ هالكٌ وابن هالك *** وذو نسب في الهالكينَ عريقِ

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت *** له عن عدوٍّ في ثياب صديقِ[3]

ولَما قال أبو العتاهية، حينما سُئل عن أشعر الناس: الذي يقول في المديح]يعني أبا نؤاس[:


[1] وفيات الأعيان:3/270ـ271، الترجمة 423.
[2] قال ابن خلّكان: وهو في الطبقة الأُولى من المولَّدين، وشعره عشرة أنواع، وهو مجيد في العشرة.
[3] وفيات الأعيان :2/97.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 463
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست