responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 279

ثمّ إنّ عليّاً لم يبدأ بقتال أحد، وإنّما قاد خصومه الجيوش لمحاربته، فقد جمع الناكثون ـ مثلاً ـ الأموال، ودخلوا بجيشهم البصرة، ووالي عليّ(عليه السلام)يومئذ عليها عثمان بن حنيف، فمنع (عائشة) ومن معها من الدخول، فقالا: لم نأت لحرب، وإنّما جئنا لصلح، فكتبوا بينهم وبينه كتاباً أنّهم لا يحدثون حدثاً إلى قدوم عليّ(عليه السلام)وأنّ كلّ فريق منهم آمن من صاحبه، ثم افترقوا فوضع عثمان بن حنيف السلاح، فنتفوا لحيته وشاربه وأشفار عينيه وحاجبيه وانتهبوا بيت المال وأخذوا ما فيه... الخ.[1]

فإذا كان تعامل القوم مع والي علي(عليه السلام) على البصرة، بهذه الصورة، فهل يصحّ لعلي(عليه السلام) أن يتركهم وشأنهم؟!

كيف يتركهم وقد خرجوا من مكة ومعهم خلق عظيم، يقول ابن واضح الأخباري: خرجت عائشة ومعها طلحة والزبير في خلق عظيم وقدم يعلى بن منية بمال من مال اليمن قيل إنّ مبلغه أربعمائة ألف دينار فأخذه منه طلحة والزبير فاستعانا به وسارا نحو البصرة.[2]

وأفضل دليل على أنّ الإمام علي(عليه السلام) لم يبدأ بالقتال قوله لأصحابه: «لا تقاتلوهم حتى يبدأوكم، فإنّكم بحمد الله على حجّة، وترككم إياهم حتى يبدأوكم حجّة أُخرى لكم عليهم».

ثمّ إنّ الإمام علي(عليه السلام) أخذ مصحفاً وقال: مَن يأخذ هذا المصحف فيدعوهم إليه وله الجنّة.


[1] انظر : تاريخ اليعقوبي:2/181، وتاريخ الطبري:3/485 و 486.
[2] تاريخ اليعقوبي:2/181.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست